إتهام الإمام
النسائي بالتشيع لم يجمع عليه السابقون ولم يثبت بدليل تاريخي قاطع ،
وإنما كانت مجرد استنباطات واراء متفردة ظهرت نتيجة ما حدث للنسائي في دمشق ، فقد
تعرض للضرب بسبب امتناعه عن تفضيل معاوية (رض) على علي (رض) ، وهناك فرق كبير بين
من يتكلم بفضائل وبين من يتكلم باساطير ، فلو ان النسائي تكلم باساطير (التي ينفرد
بقولها الشيعة) لأصبحت هناك قناعة كاملة بأنه شيعي ، لكن النسائي ذكر فضائل كغيره
من علماء أهل السنة الذين كتبوا عن فضائل سيدنا علي (رض) ، فهل هذا يعني أنهم شيعة؟!، ما حدث للنسائي في دمشق سببه
عصبية وانانية اتباع معاوية (رض) ، التي (واقصد العصبية والانانية) تشترط التفرد
والتميز للنفس او للرمز ، كما حصل مع الخميني عندما غضب من السيد موسى الموسوي
مؤلف كتاب (إيران في ربع قرن) ، بسبب ذكره أسم المرجع الطباطبائي القمي مرادفاً
لأسم الخميني ، مما جعل الخميني ينظر لهذه المساواة على انها طعن بشخصه ، لأنه
ببساطة يرى نفسه أفضل من غيره!!.
والأمر المهم
ان النسائي لم يطعن بمعاوية أو ينتقص منه ، بل قال فيه .. "إنما الإسلام كدار لها باب ، فباب الإسلام الصحابة ، فمن آذى
الصحابة ، إنما أراد الإسلام ، كمن نقر الباب - أى نقبه
- إنما يريد دخول الدار، قال
: فمن أراد معاوية فإنما أراد الصحابة" .. (جمال الدين المزي - تهذيب الكمال في
اسماء الرجال 1/339).
هناك
حادثة اود ذكرها فيها صورة واقعية مماثلة ....
في العام
2003 وصل (محمد باقر الحكيم) إلى البصرة قادما من إيران ، فوقف محبيه على طول الطريق
يرفعون صوره وشعارات ترحيب بقدومه ، فقال شخص كان مع المستقبلين .. "لقد عادت الصور من جديد"!!، فهجم عليه محبي الحكيم
وضربوه حتى كاد يموت!!، السؤال المطروح ... لماذا ضرب
محبي الحكيم هذا الشخص؟!!، هل نقول بأن الشيعة ضربوه لأنه (سني) مثلا؟!، أم
نقول ضربه محبي الحكيم لأنه جرحهم بمن يوالوه؟!.