الاثنين، 31 أغسطس 2015

الرد على كتاب "مؤتمر علماء بغداد"




الفرق بين "التشيع الفارسي" و "التشيع العربي" ، أن الأول عبارة عن حركة سياسية تخفت برداء الدين ، أتخذت من التشيع وسيلة للتوسع والنفوذ ، وقد تطورت هذه الحركة وتوسعت بشكل كبير بعد قيام الدولة الصفوية عام 1501م ، وأصبح لها فقهاً مشوهاً وفلسفة عقائدية منحرفة متجددة تخدم المصالح الفارسية ، إما "التشيع العربي" فهو مذهب عقائدي أعترف به رسمياً من قبل الطوائف الأسلامية في "مؤتمر علماء النجف" الذي عقد في النجف عام (1743م) برعاية "نادر شاه أفشار"، والمؤتمر عبارة عن مناظرة للتقريب بين المذاهب الإسلامية ، نتائجها موثقة وأسماء رجال الدين المشاركين فيه معروفة ومدونة ، ومن أبرزهم "السيد عبد الله بن الحسين السويدي العباسي" (متوفى سنة 1760م) ، وقد كان المؤتمر ضربة قاضية تلقاها فقهاء التشيع الفارسي ، ظلت تؤلمهم عقود طويلة حتى قرروا أن يعدلوا الموازين بقضية مماثلة يصنعها فقهائهم ، فجاءوا بكتاب "مؤتمر علماء بغداد" نسبوه لشخص يحمل أسم "شبل الدولة مقاتل بن عطية الحجازي"!! ، يتحدث هذا الكتاب عن مناظرة يدعى أنها حدثت في بغداد أيام الحكم السلجوقي ، بين رجال دين شيعة يتزعمهم "السيد العلوي"، وآخرين من السنة يتزعمهم "الشيخ العباسي"، وكان الداعي لهذه المناظرة هو الحاكم السلجوقي "جلال الدولة ملكشاه" ، الذي أصدر أوامره إلى وزيره الحكيم "نظام مُلك" بالإعداد للمناظرة لبيان الحق من الباطل ، وتم ذلك بالفعل وأنتهت المناظرة لصالح "العلوي" بعد أن عجز "العباسي" عن الرد والمواجهة ، وكانت النتيجة أن دخل الملك السلجوقي ووزيره "نظام مُلك" وقادة الجيش وكبار موظفي الدولة إلى المذهب الشيعي ، ثم ألتحق بهم جموعاً كبيرة من الناس ، فأثار ذلك غضب أهل السنة الذين أنتقموا من الملك السلجوقي ووزيره بقتلهم!!



قبل أن ندخل في صلب الموضوع أود التطرق لجملة وردت في إعلان صدور النسخة الثالة من هذا الكتاب ، والذي تبنت ما تسمى بـ "لجنة سيد الشهداء" طباعته ونشره ، جاء فيها .. "أن لجنة سيد الشهداء أخذت على عاتقها تحديد ما هي أهم الكتب التي يحتاجها الظرف الحالي في العراق"!!، والعبد لله يسأل .. هل الظرف الحالي في العراق يتحمل مثل هذه الكتب التي تزيد من الحريق الطائفي؟!، أم أن هذه اللجنة تريد سكب الزيت على النار خدمة للمصالح الإيرانية!!، والعجيب بالأمر أنهم يتهمون "صدام حسين" (رحمه الله) بإحداث فراغ ثقافي نتيجة لمنع طباعة ونشر مثل هذه الكتب التي تهدد المجتمع الأسلامي ، فلو كان نظام "صدام حسين" طائفي وغايته تفريق المسلمين لسمح بطباعة ونشر وثائق ووقائع "مؤتمر علماء النجف" ، وغيرها الكثير من الكتب والمنشورات الآخرى التي كان لها أن تهدم ركائز التشيع الفارسي ، لكن "صدام حسين" (رحمه الله) لم يكن ليؤجج الفتن كما هو حال أتباع الولي الفقيه ، الذين يروجون للفكر الإيراني وينشرون مطبوعات ألفها فقهاء التشيع الفارسي مثل كتاب "مؤتمر علماء بغداد".     



بالعودة للموضوع .. قرأت كتاب "مؤتمر علماء بغداد" أول مرة في نهاية التسعينات ، الملفت للنظر هو عدم وجود مصادر آخرى تذكر تلك المناظرة المزعومة نهائياً ، في تلك الفترة جمعتني الصدفة مع أحد رجال الدين في النجف ، وهو باحث تاريخي متخصص في علم الأنساب ، سألته عن الكتاب ومصادره فكان جوابه غير معقول ، فقد قال .. أن أحد الأشخاص كان في زيارة إلى "باكستان" ، ودخل إلى مكتبة للمطالعة فوجد هذا الكتاب ، وهو نسخة واحدة وقديمة ، فعرض على أصحاب المكتبة ما يطلبوه من مال لشراء الكتاب لكنهم رفضوا ، مما أضطر إلى نسخه كتابةً ، وهذا هو مصدر الكتاب!!، كما أكد آخرون هذه الرواية مع أختلاف المكان ، فالبعض ذكر "الهند" وليس "باكستان" ، ومن جانبي أقول "حدث العاقل بما لايعقل فأن صدق فلا عقل لهلو إن كل شخص يأتي بقصاصات ورق تسرد أحداث تاريخية يدعي انه نسخها من كتاب لم يراه أحد من قبل أو يسمع به ، ويؤخذ بكلامه ، فأن بمقدورنا اليوم أن نغير التاريخ لصالحنا بكل بساطة!!، وهذا هو الأفلاس بعينه!!.



الجدير بالأهتمام في هذا الكتاب هو الملك السلجوقي "أبو الفتح ملكشاه بن ألب أرسلان" المعروف بـ "جلال الدولة ملكشاه" ، وهو ثالث الملوك السلاجقة ، الذي حكم بالفترة ( 1072 – 1092) ، فقد أظهر الكتاب جهل الملك بالمذهب الشيعي تماماً ، وكأنه يسمع به أول مرة ، إلى الدرجة التي صدم فيها عندما قيل له أن الشيعة لايعترفون بخلافة الصحابة الثلاث (رضي الله عنهم)!!، وظل طيلة المناظرة يسأل وزيره "نظام مُلك" عن الشيعة وعقيدتهم!!، أنه أمر مضحك ، يدل على أستهانة الجهة التي ألفت مسرحية "مؤتمر علماء بغداد" بعقول الأتباع المعروف عنهم السذاجة والجهل بالتاريخ ، فمن غير المنطقي أن لايعرف الملك المعتقدات التي يؤمن بها الرعية ، ويكون جاهل بالمذاهب الأسلامية وهو يحكم بالشريعة ، مع العلم أنه يحب مجالسة العلماء ووزيره مهتم بنشر العلوم الدينية (حسب ما تذكره الكتب التاريخية) ، فهل يعقل هذا!!، بالإضافة إلى أن الملك "سلجوقي" ، وهذه المهزلة الكبرى ، لأن "السلاجقة" هم من من طردوا "البويهيين" من بغداد عام 1055م!!.



لنوضح الصورة أكثر .. دخل "البويهيون" إلى بغداد عام 945م ، وسيطروا على الحكم وإدارة شؤون الدولة حتى أنهم خلعوا الخليفة العباسي "المستكفي بالله" من الحكم وقتلوه بعد إن عذبوه أشد العذاب ، ونصبوا "المطيع لله" خلفاً له ، والتاريخ يذكر لنا كيف تأذى الخلفاء العباسيون بسببهم ، و"البويهيون" شيعة فرس أشاعوا الطائفية في بغداد وعزلوا المناطق السنية ببناء جدران حولها وقتلوا على الهوية الطائفية ، وتحت ظلهم ظهرت "الشعوبية" التي همشت العرب وحقرتهم ، وقد اندلعت الكثير من الثورات ضدهم نتيجة الظلم والطائفية والشعوبية التي مارسوها ، فأستنجد الخليفة العباسي "القائم بأمر الله" بـ "السلاجقة" عام 1055م فطردوا البويهيين خارج بغداد ، بأختصار .. النفوذ "البويهي" دام 110 سنوات قلبوا فيها بغداد رأساً على عقب بحكم طائفي شعوبي ، نستذكره اليوم بمرارة بعد 957 سنة ، فهل من المنطقي والمعقول أن يسأل "جلال الدولة ملكشاه السلجوقي" بعد 17 عام على رحيلهم عن الشيعة والتشيع وأصول عقيدتهم؟!، والغريب أنه من السلاجقة الذين طردوهم!!، قد يقول البعض إن الملك السلجوقي كان يسأل عن التشيع العربي وليس الفارسي!!، سنقول لهم .. أقرءوا كتاب "مؤتمر علماء بغداد" لتجدوا أن الحوار مبني على عقيدة التشيع الفارسي وليس العربي ، فالتشيع العربي لايطعن في الصحابة ويكفرهم ، ولا يعتبر الفتوحات الأسلامية أساءة للأسلام ، وإنما هذه عقيدة الفرس.



وزيادة في كشف كذبة هذه المناظرة المزعومة ، سأل الملك السلجوقي عن عدد الشيعة في العالم الأسلامي فأجاب الوزير "نظام مُلك" بانهم يشكلون نصف المسلمين!!، من المفروض إن هذا الكلام قيل قبل 950 سنة!!، أي قبل أن تتشيع كامل إيران ، لأن الإيرانيون فرض عليهم التشيع عام 1501م على يد عدو الله "أسماعيل الصفوي" ، الذي طور مفاهيم التشيع الفارسي ليلبسه حلة جديدة ويصبح تشيعاً صفوياً ، المهم .. حسب الكتاب المزعوم أن الشيعة يشكلون نصف المسلمين ، فمن المنطقي أن يكونوا اليوم هم الأغلبية في المجتمع الأسلامي ، خصوصاً أن إيران تشيعت ، اليوم تمارس حملة لنشر التشيع في المجتمعات الفقيرة مستخدمة المال والنساء (المتعة) لإغواء الرجال ، لكننا نعلم أن كل الشيعة بمن فيهم الشيعة العرب لايشكلون سوى 20% من عدد المسلمين!!، فكيف يفسر هذا التناقض والهفوة التي وقع فيها مخترع الرواية المكذوبة؟!.



من جانب آخر .. ليس لنا مع التشيع العربي أي خلاف ، وإنما هناك أختلاف فقهي كما يوجد بين المذاهب الأربعة أختلافات فقهية ، وهذا ما تثبته نتائج "مؤتمر علماء النجف" السالف الذكر ، لكن مع التشيع الفارسي أو الصفوي لدينا خلاف كبير ، بل هو تصادم عقائدي أكثر منه خلاف ، والتقريب مستحيل كما يستحيل تقارب القطب الموجب من القطب السالب ، وهذا يعني أننا نمتلك من الحجج والبراهين ما نواجه به التشيع الفارسي ، ومع هذا فقد أظهر الكتاب المهزلة أن المناظر المشار له بأسم "العباسي" بالضعف والحيرة وعجزه عن الرد وأختيار الأسئلة!!، فلو كان فلماً تجارياً رخيصاً يتكلم عن مبارة بكرة القدم بين فريق محترف وآخر أشبال ، لحسب المؤلف حساب المشاهدين وأحترم عقولهم وجعل الأشبال يسجلون هدفاً واحداً ولو بضربة جزاء ، لكن الجهة التي ألفت الكتاب لم تأخذ بنظر الأعتبار عقول القراء ، لأن المقصود بهذا الكتاب هم السذج من أتباعهم الذين يعتقدون إن التطبير والزحف واللطم عبادة ، لكنني أجزم لو أن الفنان الشعبي "شعبولة" يناظر "السيستاني" لحاجج بطريقة أفضل وأخرسه ، لكنهم تعمدوا أظهار ضعف حجة المخالف لهم ، والطامة الكبرى أن المناظر "العلوي" في الرواية المزعومة يدعي أن ما يحاجج به مذكور في كتب أهل السنة ، ويؤيد ذلك الوزير "نظام مُلك" ويعترف بها "العباسي" بخجل ، مع العلم أن كتب أهل السنة لاتحمل مثل تلك الأباطيل التي أستدل بها "العلوي"!!، وهنا نقف عند حقيقة منطقية .. لو فرضنا صحة هذه المناظرة ، فأن "العلوي" كان يكذب ، فما أستدل به وأدعى أنه مذكور بكتب أهل السنة ليس موجوداً!!، ومن الطبيعي أن تكون هذه الكذبة مكشوفة أمام المخالفين لهم ، لكن أتباعهم سيصدقون دون أن يتأكدوا ، وهذا هو المقصود ، أقناع أتباعهم!!.



العجيب في الأمر أن الوزير "نظام مُلك" كان يؤيد ما يقوله "العلوي" بكل صغيرة وكبيرة ، ويؤكد للملك السلجوقي أن ما يقوله "العلوي" صحيح ولا شك فيه ، كما أنه حذر الملك منذ البداية أن هذه المناظر قد تؤدي إلى أنتصار التشيع!!، السؤال الذي يطرح نفسه .. مادام "نظام مُلك" يعلم أن الحق مع الشيعة وأن الحقيقة في فقهمهم ، فلماذا لم يتشيع من قبل حدوث المناظرة؟!، وكيف يفسر المعتقدون بمسرحية "مؤتمر علماء بغداد" أن الوزير "نظام مُلك" كان من الدعاة لنشر المذهب السني ، وقد أسس المدارس "النظامية" التي كانت تدرس الفقه الديني على المذهب الشافعي ، وواحدة من تلك المدارس موجودة في خرسان!!.



الجدير بالأهتمام أن المناظرة المزعومة لم تكن فقهية وأنما تاريخية وهذا يبين حقيقة أن التشيع الفارسي حركة سياسية وليس مذهباً فقهياً ، والمقصود بهذا الكتاب هم أتباع التشيع الفارسي ، فمثل هذه المناظرات المفبركة تزيد ثقتهم بما يعتقدون به ، بمعنى أدق أنهم يخدعون أتباعهم ، كما أن التشابه الكبير بين "مؤتمر علماء النجف" و "مؤتمر علماء بغداد" (الأسماء والأحداث) يدل على أن الغاية من وراء نشر هذا الكتاب هو تمويه الحقيقة ، وتشتيت فكر أتباعهم مابين المؤتمر الحقيقي والمفبرك ، وفي الختام أقول .. لطالما تلاعب الفرس بالحقائق وحرفوها ، ليصنعوا تاريخ على مقاسهم يخدم أجندتهم ، مثل "كسر ضلع الزهرة" ، لكن الذنب لايتحمله الفرس وحدهم وإنما الذنب الأكبر يتحمله كل من يأخذ بكلامهم ويصدقه ، فلو لم يجد الفرس من يسمعهم لما تجرءوا على الحديث مجدداً.
 

الجمعة، 28 أغسطس 2015

العشرة المبشرين والأثنا عشر المعصومين




حدثنا ‏أبو معاوية ‏ ‏قال .. حدثنا ‏الأعمش عن ‏ ‏شقيق ‏عن ‏ ‏أم سلمة ‏ ‏قالت .. دخل عليها ‏‏عبد الرحمن بن عوف ‏قال .. فقال : يا ‏أمه ، قد خفت أن يهلكني كثرة مالي ، أنا أكثر ‏‏قريش ‏مالاً قالت .. يا بني فأنفق فإني سمعت رسول الله ‏(صلى الله عليه وسلم) ‏‏يقول ‏.. ‏إن من أصحابي من لايراني بعد أن أفارقه ، ‏فخرج فلقي ‏عمر ‏‏فأخبره ، فجاء ‏عمر ‏‏فدخل عليها فقال لها بالله منهم أنا فقالت .. لا ولن ‏أبلي ‏أحداً بعدك. (مسند أحمد – الجزء 44 – ص 94)


لنستمع أولا إلى تعقيب "كمال الحيدر" على هذا الحديث وما خرج به في بطلان حديث "العشرة المبشرة بالجنة"..  

 

 يقول "كمال الحيدر".. إذا كان "عمر أبن الخطاب" (رضي الله عنه) بشره الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالجنة ، وأنه صديق ومن الشهداء والصالحين فلماذا يخشى أن لايرى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد ذلك؟!.
 
الأن لنقرأ بعض السطور من وصية سيدنا "علي أبن أبي طالب" لولده "الحسن" (رضي الله عنهما) من كاتب (من لايحضره الفقيه للشيخ الصدوق الجزء 4 ص 140 – 142)..

"ثم انّی اوصیك یا (حسن) ، و جمیع اهل بیتی وولدی ومن بلغه کتابی ، بتقوی الله ربّکم ، ولا تموتنّ الّا وانتم مسلمون ، واعتصموا بحبل اللّه جمیعاً ولاتفرّقوا ، فانّی سمعت رسول اللّه صلی اللّه علیه وآله یقول .. صلاح ذات البین افضل من عامة الصلاة والصیام وان المبیرة الحالقة للدّین فساد ذات البین ، ولا قوة الّا باللّه العلیّ العظیم ، انظروا ذوی ارحامکم فصلوهم یهوّن اللّه علیکم الحساب".

"وعلیکم یا (بنیّ) بالتّواصل والتباذل والتّبار ، وایّاکم والتقاطع والتدابر والتفرّق ، وتعاونوا علی البرّ والتقوی ولا تعاونوا علی الاثم والعدوان واتّقوا اللّه انّ اللّه شدید العقاب ، حفظکم اللّه من اهل بیت وحفظ فیکم نبیّکم استودعکم اللّه واقرأ علیکم السلام و رحمة‏ اللّه".

 نسأل "كمال الحيدري" .. إذا كان "الحسن بن علي" (رضي الله عنه) عصمه الله سبحانه وتعالى من الاخطاء والانحراف والتقصير ، فلماذا يوصيه سيدنا "علي أبن أبي طالب" (رضي الله عنه) ، بما يوصي به غير المعصومين؟!، إلا يعرف سيدنا "علي أبن أبي طالب" (رضي الله عنه) بموضوع العصمة!!!.

عندما تجد تفسير لهذا الأمر يا "كمال الحيدري" ستجد تفسير لخشية سيدنا "عمر أبن الخطاب" (رضي الله عنه) من أن لا يرى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد ذلك.

الأربعاء، 26 أغسطس 2015

الشيخ "الصدوق" ينقل عن النواصب!!


من كتب الشيعة وأفواه علماءهم .. "الحسكاني" شيعي

 
 
 
 

الخميني كافر بحكم سيدنا علي (رضي الله عنه)


قال لسيدنا "علي أبن ابي طالب" (رضي الله عنه) بعض أصحابه لما عزم المسير إلى الخوارج ..

 
"يا أمير المؤمنين ، إن سرت في هذا الوقت خشيت أن لا تظفر بمرادك من طريق علم النجوم .. فقال (رضي الله عنه) .. أتزعم أنك تهدي إلى الساعة التي من سار فيها صرف عنه السوء وتخوف من الساعة التي من سار فيها حاق به الضر؟!، فمن صدق بهذا فقد كذب القرآن واستغنى عن الإعانة بالله في نيل المحبوب ودفع المكروه ، وتبتغي في قولك للعامل بأمرك أن يوليك الحمد دون ربه ، لأنك بزعمك أنت هديته إلى الساعة التي نال فيها النفع وأمن الضر،  ثم أقبل على الناس فقال .. أيها الناس إياكم وتعلم النجوم إلا ما يهتدي به في بر أو بحر فإنها تدعو إلى الكهانة والمنجم كالكاهن والكاهن كالساحر والساحر كالكافر والكافر في النار سيروا على اسم اللّه". (شرح النهج - ابن ابي الحديد - ج 2 - ص 71).

 أعادة قول سيدنا "علي أبن ابي طالب" (رضي الله عنه) .. "أيها الناس إياكم وتعلم النجوم إلا ما يهتدي به في بر أو بحر فإنها تدعو إلى الكهانة والمنجم كالكاهن والكاهن كالساحر والساحر كالكافر والكافر في النار سيروا على اسم اللّه".

يقول "الخميني" .. "ويكره إيقاعه  (يعني عقد الزواج)  والقمر في برج العقرب ، وفي محاق الشهر ، وفي أحد الأيام المنحوسة في كل شهر وهي سبعة : يوم 3 ، ويوم 5 ، ويوم 13 ، ويوم 16 ، ويوم 21 ، ويوم 24 ، ويوم 25 وكذلك من كل شر". (تحرير الوسيلة - الخميني - ج2 - ص219).

 

الثلاثاء، 25 أغسطس 2015

من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية




"من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية" .. هل ورد مثل هذا الحديث (بنفس اللفظ) في كتب أهل السنة؟!، الجواب هو كلا ، ففي (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة 1/525) قال العلامة الألباني .. "لا أصل له بهذا اللفظ" ، لكن سنقبل (جدلا) هذا الحديث باللفظ الذي يدعيه الشيعة ونتناوله.

 
لو أن هذا الحديث موجود عند عامة المسلمين بهذا اللفظ ، وبحثنا عن أقرب تفسير له في القرآن ، لو جدنا أن إئمة الزمان هي الكتب السماوية ، لقوله تعالى ..

 

‏‏"وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً" (الأحقاق 12)

 

إلا أن الشيعة يرون بهذا الحديث إن لكل زمان إمام من البشر ، فالدنيا لا تخلو من إمام حسب أعتقادهم ، وإئمتهم حسب الترتيب هم .. سيدنا علي أبن أبي طالب (رضي الله عنه) ومن بعده أولاده الحسن ثم الحسين (رضي الله عنهما) ثم علي أبن الحسين (السجاد) ، محمد أبن علي (الباقر) ، جعفر أبن محمد (الصادق) ، موسى أبن جعفر (الكاظم) ، علي أبن موسى (الرضا) ، محمد أبن علي (الجواد) ، علي أبن محمد (الهادي) ، الحسن ابن علي (العسكري) وأخيرا محمد أبن الحسن (المهدي).

 

لكن هناك حالة لايجد لها الشيعة تفسير ، ولا يمكن تطبيق هذا الحديث بلفظه ومفهومه عليها ، فبعد وفاة "الحسن العسكري" أدعى أخيه "جعفر أبن علي الهادي" ، المعروف بجعفر الكذاب ثم جعفر التواب ، أنه هو الإمام والوريث لأخيه ، وهذا قبل أن يعرف للعسكري ولد (حسب الرواية الشيعية) ، وأن "جعفر" أتبعه الكثيرون وصدقوا بإمامته!!، أي ضلوا به ، كما ورد في رواياتهم ..

 

فقد ورد في (بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 52 - ص 67) .. حدثنا أبو الأديان قال .. "كنت أخدم الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) وأحمل كتبه إلى الأمصار  .. (نص طويل لا حاجة لنا به) .. ودخلت سر من رأى يوم الخامس عشر كما قال لي عليه السلام فإذا أنا بالواعية في داره وإذا أنا بجعفر بن علي أخيه بباب الدار ، والشيعة حوله (يعزونه ، ويهنؤونه) ، فقلت في نفسي .. إن يكن هذا الامام ، فقد حالت الإمامة لأني كنت أعرفه بشرب النبيذ ويقامر في الجوسق ويلعب بالطنبور".

 

وفي (كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ٣ - الصفحة ١٧٨) .. "عن فاطمة ابنة الهيثم قالت .. كنت في دار أبي الحسن (علي الهادي) في الوقت الذي ولد فيه جعفر (الكذاب) فرأيت أهل الدار قد سروا به فصرت إليه (علي الهادي) فلم أر به سرورا ، فقلت .. يا سيدي ما لي أراك غير مسرور؟!، فقال .. هوني عليك وسيضل به خلق كثير"!!.

 

السؤال الذي يطرح نفسه .. ما حال من مات وهو يظن أن "جعفر أبن علي الهادي" ، هو الإمام بعد أخيه "الحسن أبن علي العسكري"؟!.

المرجعية أصدق من دليل الله سبحانه وتعالى عند الشيعة


الاثنين، 24 أغسطس 2015

من هو أمام فاطمة (رضي الله عنها) بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم)؟!




سؤال يطرحه الشيعة دائماَ ... من هو إمام فاطمة (رضي الله عنها) بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم)؟!

 
يعتقد الشيعة أن هذا السؤال سيدفع المخالفين لهم للبحث عن جوابه في عقيدتهم!!، لكنهم لم يدركوا أن في عقيدتهم ما يرد سؤالهم عليهم وينسف حجتهم به ، فنقول ... هل في عقيدة الشيعة تتطلب الإمامة حضور فعلي للإمام؟!... إن كان الجواب (نعم) فمن هو إمام الشيعة اليوم؟!.. المهدي المنتظر الذي يدعون أنه إمامهم لا حضور فعلي له!!، أما اذا كان الجوب (لا) وإن الإمامة لا تتطلب الحضور الفعلي فلماذا اذا انتهت إمامة الرسول (صلى الله عليه وسلم) بعد وفاته؟!.
 
رغم اختلافنا حول مفهوم الإمامة مع الشيعة ، إلا أننا سنرد على سؤالهم من عقيدتهم ، ونقول إن الرسول (صلى الله عليه وسلم) حيا وميتا هو إمام فاطمة (رضي الله عنها) ، والدليل إن إمامة الرسول (صلى الله عليه وسلم) كانت نافذة على فاطمة (رضي الله عنها) بوجود سيدنا علي (رضي الله عنه) وهذا يعني أن إمامة الرسول (صلى الله عليه وسلم) أعظم وأكبر من إمامة سيدنا علي (رضي الله عنه) وذريته من الإئمة .. وبما أن الإمامة لا تستوجب الحضور الفعلي أو أي نوع من التواصل (بدليل عدم وجود أتصال بالمهدي المنتظر وغيابه عن الواقع) ، فأن إمامة الرسول (صلى الله عليه وسلم) ، التي هي أكبر واعظم من كل إمامة أخرى ، لازالت نافذة بعد وفاته على الجميع حتى يومنا هذا ، وهناك أمر أخر ، لماذا يجوز البقاء على تقليد المرجع المتوفي بينما تنتهي إمامة الرسول (صلى الله عليه وسلم) بوفاته؟!، وفي سؤال مقدم للمرجع كاظم الحائري جاء فيه ... "هل يجوز البقاء على تقليد الميّت الأعلم"؟! ، فكان الجواب .. "يجب البقاء ما لم يأتي شخص أعلم منه".

 
ونحن بدورنا نسأل بتعجب!!.. هل كان سيدنا علي (رضي الله عنه) أعلم من الرسول (صلى الله عليه وسلم) ليأخذ مكانه بالإمامة؟!

هل دفع سيدنا علي (رضي الله عنه) خاتمه للفقير كزكاة؟!


إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ

يستدل الشيعة بهذه الاية الكريمة لأثبات أن الخلافة لسيدنا علي (رضي الله عنه) بعد الرسول (صلى الله عليه وسلم)!!!، وبغض النظر عن كون هذه الآية مبنية للمجهول ، والأصول والأحكام تثبت بنص مباشر ، واضح ومحدد ، لكن سنتجاوز عن هذه المسألة ونطرح سؤالين ..

أولا .. لنطلع على بعض ما ورد عن الزكاة في مصادر الشيعة ..

الزكاة في تسعة أشياء الذهب والفضة والحنطة والشعير والتمر والزبيب والإبل والبقر والغنم ... (إجماعات فقهاء الإمامية - السيد أحمد الموسوي الروضاتي مسائل الزكاة والخراج المجلد الاول ص 175)

السؤال .. هل كان سيدنا علي (رضي الله عنه) يمتلك شيء من (الذهب ، الفضة ، الحنطة ، الشعير ، التمر ، الزبيب ، الإبل ، البقر أو الغنم) ليزكي عنها؟!.

ثانيا .. ورد في كتاب (تهذيب الاحكام للطوسي الجزء 4 ص90 - باب وجوب اخراج الزكاة إلى الإمام ) .. "ولما وجدنا النبي صلى الله عليه وآله كان (الفرض) حمل الزكاة إليه ، ولما غابت عينه عن العالم بوفاته صار الفرض حمل الزكاة إلى خليفته)

السؤال ... اذا كان حمل الزكاة للرسول (صلى الله عليه وسلم) أمر مفروض ، فكيف يقدمها سيدنا علي (رضي الله عنه) مباشرة للفقير متجاوزاً الفرض؟!.


 

الأربعاء، 19 أغسطس 2015

العصفور سني!!

إذا كان "العصفور" واجب القتل لأنه سني ويحب فلانا وفلانا ، أي أبو بكر وعمر (رضي الله عنهما) ، فما هو حال الانسان المسلم السني  الذي يحب جميع الصحابة؟!


الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

"معاوية" .. بين تكفير "الشيعة" وترحم "الحسين" عليه


كثيرة هي المواقف المتناقضة بين "الشيعة" وبين من يدعون أنهم إئمتهم ، حتى أن مواقفهم في كثير من الأحيان تسيء لإئمتهم ، لكن في قاموسهم إن الغاية تبرر الوسيلة ، مثلا .. يقول "الشيعة" إن "معاوية" كافر وملعون!!، مع العلم إن "الحسين" ترحم على "معاوية" حين علم بوفاته ، وقال "رحم الله معاوية" ، وهذا مذكور في كتاب (إحقاق الحق وإزهاق الباطل – السيد نور الله الحسيني المرعشي – ج33 ص653) ، فهل "الحسين" كان غافلا عن كفر "معاوية" أم أنه لم يقرأ قوله تعال .. "مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ" (التوبة 113) ؟!!!!.
 
 
 
 
 

الاثنين، 17 أغسطس 2015

رد شبهة حديث (كذا وكذا)


"حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عبدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش وحدثنا عاصم عن زر قال سألت أبي بن كعب قلت يا أبا المنذر إن أخاك بن مسعود يقول كذا وكذا فقال أبي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي قيل لي فقلت قال فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"

يحتج الشيعة بهذا الحديث على أنه حديث مبهم ، حديث (كذا وكذا) متعلق بقضية إتهام عبد الله بن مسعود (رض) بانكار المعوذتين وحكهما من القرآن ... وهذه بعض الاحاديث التي تذكر قضية الاتهام وردها عن ابن مسعود.

 
"حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين بن أشكاب ثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن ثنا أبي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال .... كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول انهما ليستا من كتاب الله" ... (رواه أحمد في المسند5/129 والطبراني في المعجم) ... هذه الرواية معلولة بالعنعنة (راجع كتاب العلل للدارقطني).
 
قال ابن حزم في (المحلى ١٣/١) ... "قد صحت قراءة عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود وفيها والمعوذتان".
 
وقال النووي في (شرح المهذب ٣٦٩/٣) ... "أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة وسائر السور المكتوبة في المصحف قرآن ،، وأن من جحد شيئا منه كفر ،، وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ليس بصحيح عنه".
 
قال الحافظ في (فتح الباري ٤٧٢/٨) ... "لم ينكر بن مسعود كونهما من القرآن وإنما أنكر اثباتهما في المصحف فإنه كان يرى أن لا يكتب في المصحف شيئا الا إن كان النبي صلى الله عليه وسلم أذن في كتابه فيه وكأنه لم يبلغه الإذن في ذلك قال فهذا تأويل منه وليس جحدا".
 
الامر المهم في هذه القضية والتي تنسف ما قيل عن ابن مسعود (رض) هو صحة قراءة عاصم عن ابن مسعود المتواترة والتي تضمنت المعوذتين والفاتحة.

 
الأن نعود لحديث (كذا وكذا) ...

"حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان حدثنا عبدة بن أبي لبابة عن زر بن حبيش وحدثنا عاصم عن زر قال سألت أبي بن كعب قلت يا أبا المنذر إن أخاك بن مسعود يقول كذا وكذا (ما قيل عنه في أمر المعوذتين) فقال أبي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي (الرسول) قيل لي (الوحي) فقلت (المعوذتين) قال (أبي) فنحن نقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم".

لنفترض ان هذا الحديث مبهم وغير واضح وليس له معنى ، هل فيه حكم أو تشريع؟!، هل فيه شيء أسس لعقيدة أهل السنة؟!، ولو حذف من كتب أهل السنة هل ستتأثر عقيدتهم ويسقط أحد اركانها؟!!، الجواب هو كلا.

طيب ،، نسأل الشيعة .... احتججتم على اهل السنة بحديث ليس فيه حكم ولايستنبط منه تشريع ، ولا يرتبط باصل من اصول الدين ولا بفروعه ، وان حذفوه لن يؤثر في عقيدتهم ، بينما بنيت عقيدة التشيع من الاف للياء على ايات مبنية للمجهول!!، الإمامة قاعدة التشيع ليس لها نص واضح ومباشر بالقران ولا بالسنة!!، لماذا لا يسألون أنفسهم كيف فهموا الاية الكريمة (كهيعص) انها تعني ، (كربلاء ، هلاك العترة ، يزيد ، عطش الحسين ، صبر الحسين)!!!!!.

الجمعة، 14 أغسطس 2015

من مصادر الشيعة وباعترافهم الشيعة هم من قتلوا الحسين (رض)



كانت مؤامرة خبيثة خطط لها ونفذها رؤوس شيعة الكوفة ، وبالتحديد القيادات التي كانت مقربة من سيدنا "علي" (رضي الله عنه) في معركة صفين ، لكن قبل كل شيء أود ان أسجل أن (العبد لله) لا يعني تحميل "شيعة" اليوم ذنب جريمة الأمس ، أو أخذهم بجريرة فعل أسلافهم ، مع أن "شيعة" اليوم يبرأون ساحة شيعة الكوفة من تأمرهم وقتلهم "للحسين" (رضي الله عنه) ، ويقولون إن الكوفة لم تكن بغالبيتها شيعية وإنما كان فيها أقلية من الشيعة لا يمكنهم حماية "الحسين" (رضي الله عنه) ، ويرمي البعض بأوزار تلك الجريمة برقبة جيش قدم من الشام لهذه المهمة!!.

أولا .. عدد الذين بايعوا الحسين (رضي الله عنه) ثمانية عشر ألف شيعي من أهل الكوفة ، وفي مصدر آخر عشرون ألف(1) ، وهذا العدد أكثر من كافي للدفاع عن "الحسين" (رضي الله عنه) والذود عنه ، لكنه لم يجد غير سبعين شخصاً وقفوا معه في تلك الشدة.

ثانيا .. توجه "الحسين" (رضي الله عنه) إلى الكوفة دليل على أن الشيعة لم يكونوا أقلية ، وإلا ما كان له أن يأخذ ببيعة فئة قليلة.

ثالثا .. بعد سنوات قليلة على واقعة الطف أقام الكذاب "المختار بن عبيد الله الثقفي" دولته في العراق واتخذ من الكوفة مقراً له ، فلو كان الشيعة أقلية ما حصل المختار على هذا الدعم وأسس دولته الشيعية.

تؤكد المصادر أن شيعة الكوفة امطروا "الحسين" (رضي الله عنه) بكتب المبايعة ، ليجروا رجله إلى الكوفة ، فجاء برسالة منها ..

للحسين أبن علي من شيعته من المؤمنين والمسلمين .... اما بعد .. فحي هلا فأن الناس ينتظرونك لا رأي لهم غيرك فالعجل العجل ثم العجل العجل والسلام.(2)

وفي رسالة آخرى ارسلها ، شبث إبن ربعي ، حجار بن أبجر ، يزيد بن الحارث ، عمر ابن حجاج الزبيدي ، محمد ابن عمر التميمي وغيرهم ، جاء فيها .... اما بعد فقد أخضر الجناب واينعت الثمار فأن شئت اقدم على جند لك مجندة والسلام.(3)

من هم الذين كاتبوا الحسين (رضي الله عنه)؟!.

شمر بن ذي الجوشن ... عندما بلغ "عبيد الله بن زياد" أن "عمر بن سعد" يسامر "الحسين" (رضي الله عنه) ويحدثه ، ويكره قتاله ، وجه إليه "شمر بن ذي الجوشن" بأربعة آلاف فارس!!(4) ، وهو من قام بذبح الحسين (رضي الله عنه) وفصل رأسه عن جسده ، والمعلوم أن "الشمر" كان من الشيعة ومع سيدنا "علي" (رضي الله عنه) في معركة صفين(5) ، ويُذكر مرتضى القزويني في احدى محاضراته أن الشمر كان من خواص شيعة علي.

"شبث أبن ربعي" .. أحد رؤوس الشيعة الذين بايعوا الحسين (رضي الله عنه) ، وكان في جانب سيدنا "علي" (رضي الله عنه) في معركة صفين(6) ، أما في كربلاء فقد جاء بألف فارس لقتل "الحسين" (رضي الله عنه)!!(7).

"زحر أبن قيس الجعفي" .. هو من الشيعة ،، شارك في واقعة الجمل وقد ارسله سيدنا "علي" (رضي الله عنه) إلى الكوفة بعد انتهاء الواقعة(8)، وهذا الشيعي هو من حمل رأس الحسين (رضي الله عنه) وذهب به إلى يزيد وقال له .."أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله"!!(9).

وفي المعركة رآى الحسين (رضي الله عنه) الذين كاتبوه وخاطبهم قائلا:

"يا شبث بن ربعي, ياحجار بن أبجر, يا قيس بن الأشعث, يا يزيد بن الحارث, ألم تكتبوا لي أينعت الثمار واخضر الجناب، وإنما تقدم على جند لك مجند؟!." فقال له "قيس بن الأشعث" ..."ما ندري ما تقول ولكن انزل على حكم بني عمك، فإنهم لن يروك إلا ما تحب"!!(10).

هؤلاء هم شيعة الكوفة الذين غدروا بالحسين (رضي الله عنه) ، الذي قال عنهم بدعاءه ،، "إن مَتَّعْتَهم إلى حين فَفَرِّقْهم فِرَقاً ، واجعلهم طرائق قِدَداً ، ولا تُرْضِ الوُلاةَ عنهم أبداً، فإنهم دَعَوْنا لِينصرونا، ثم عَدَوا علينا فقتلونا"!!(11).

وقد خاطبهم مرة أخرى ودعا عليهم قائلا ،،"لكنكم استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الدباء، وتهافَتُّم كتَهَافُت الفرش، ثم نقضتموه، سِفَهاً وبُعداً وسُحقاً لطواغيت هذه الأمة، وبقية الأحزاب، وَنَبَذةِ الكتاب، ثم أنتم هؤلاء تتخاذلون عنا، وتقتلوننا، ألا لعنة الله على الظالمين"!!(12).


بلال الهاشمي
باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي
alhashmi1965@yahoo.com


(1) .. محسن الأمين – أعيان الشيعة – القسم الأول ص 34.
(2) .. المفيد – الارشاد – ص 194.
(3) .. المصدر السابق.
(4) .. المجلسي – بحار الانوار – جزء 44 ص 315.
(5) .. المجلسي – بحار الأنوار – جزء 45 ص 7.
(6) .. المازندراني - مناقب آل إبي طالب – المجلد الثالث ص 167.
(7) .. المجلسي – بحار الانوار – جزء 44 ص 315.
(8) .. المفيد – الارشاد – الجزء 1 ص 295.
(9) .. المفيد – الارشاد – الجزء الاول ص 233
(10) .. عباس القمي – سفينة البحار و مدينة الحكم و الآثار– المجلد 4 ص 492.
(11) .. المفيد – الارشاد – الجزء الأول ص 110 - 111.
(12) .. الطبرسي – الاحتجاج – الجزء الثاني ص 24.